
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
أما بعد ...
هذه توجيهات نبوية من الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام لكل من تشتكي مشقة القيام بالأعمال المنزلية :
أولاً : استحضري النية عند قيامك بأي عمل وانوي بفعله كسب الأجر والثواب .
فأنت مأجورة - بإذن الله - فيما تقومين به من شؤون البيت والأسرة إذا أخلصتي النية لله تعالى .
والدليل على ذلك ما روى مسلم بن عبيد : " أن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم وهو بين أصحابه ، فقالت : بأبي وأمي أنت يا رسول الله ، أنا وافدة النساء إليك ، إن الله عز وجل بعثك إلى الرجال والنساء كافة ، فآمنا بك وبإلاهك ، وإنا معشر النساء محصورات مقصورات ، قواعد بيوتكم ، ومقضى شهواتكم ، وحاملات أولادكم.
وإنكم معشر الرجال فضلتم علينا بالجمع والجماعات ، وعيادة المرضى ، وشهود الجنائز ، والحج بعد الحج ، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله عز وجل ، وإن الرجل إذا خرج حاجا أو معتمرا أو مجاهدا ، حفظنا لكم أموالكم ، وغزلنا أثوابكم ، وربينا لكم أولادكم ، أفما نشارككم في هذا الأجر والخير ؟ ! فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه بوجهه كله ، ثم قال : " هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مساءلتها في أمر دينها من هذه ؟ " فقالوا : يا رسول الله ، ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا.
فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إليها فقال : " افهمي أيتها المرأة ، وأعلمي من خلفك من النساء ، أن حسن تبعل المرأة لزوجها وطلبها مرضاته ، واتباعها موافقته ، يعدل ذلك كله ".
فانصرفت أسماء وهي تهلل وتكبر استبشاراً بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثانياً : لا تدعي قبل نومك أن تقولي " سبحان الله 33 والحمد لله 33 والله أكبر 34 "
داومي عليها والزميها كل ليلة .
ففي القصة : (أن فاطمة رضي الله عنها جرَّت بالرحى حتى أثرت في يدها ، واستقت بالقربة حتى أثرت في عنقها ، وقامت بالبيت حتى اغبرت ثيابها ، وخبزت حتى تغير وجهها – لأن الخباز مع لفح النار يتغير لون وجهه –
يقول علي رضي الله عنه قلت لفاطمة : لو أتيتِ النبي صلى الله عليه وسلم فسألتهِ خادماً فقد أجهدك الطحن والعمل .
فذهبت فاطمة رضي الله عنها تشتكي لرسول الله صلى الله عليه وسلم مشقة العمل في بيتها وتسأله أن يعينها بخادم .
يقول علي : فجاءنا عليه الصلاة والسلام وقد أخذنا مضاجعنا ، فقال ألا أدلكما على ماهو خير لكما من خادم ؟ إذا أويتما إلى فراشكما أو أخذتما مضاجعكما فكبرا أربعا وثلاثين ، وسبحا ثلاثين وثلاثين ، واحمدا ثلاثا وثلاثين فهذا خير لكما من خادم )
ثالثاً : أكثري من قول " لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم " أثناء مباشرة أعمال المنزل .
فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( من قال لا حول ولا قوة إلا بالله كانت له دواء من تسعة وتسعين داء أيسرها الهم )
وقال إبن القيم : "لاحول ولاقوة إلا بالله" تشرح البال وتصلح الحال وتُحمل بها الأثقال وترضي الرحمن وكنز من كنوز الجنة .
وبعد ...
فهذه التوجيهات النبوية الكريمة قد ثبت نفعها بالتجربة ،
طبقيها وستلاحظين الفرق .